إن علم تجميل الأنف هو علم متجدد باستمرار و يضاف إليه الجديد كل يوم و يسعى دكتور تجميل الأنف المتخصص إلى التزود بعلومات ومعارف متجددة ليكون قادراً على استخدام هذه المعارف في تحقيق النتائج المرضية لمرضاه، ويتعرض هذا المقال لبعض هذه التطورات في مجال جراحة تجميل الأنف فإليكم الجديد في تجميل الانف.
تغير مفهوم الانف الجميل
قديماً ما كان الناس يرونه أنف جميل هو ذلك الأنف الصغير المحدد الأجناب و حاد الزاويا و صغير الفتحات.
هذا الأنف المثالي لم يعد مطلوباً هذه الأيام، فلا يصح لمن خلقهم الله على أشكال مختلفة أن تكون أنوفهم جميعاً بنفس الشكل .
اسطمبة واحدة دونما أي اعتبار لاختلاف اتهم العراقية والثقافية و اختلاف العمر و النوع بل واختلاف الشخصية، وهو ما دفع الناس للبحث عن التجميل التفصيل .
فكما يبحث الشخص عن تفصيل ملابس لتناسبه و تميزه و تفصيل أثاث بيته ليكون مختلفاً وفريداً في شكله، أصبح المريض يبحث عن تجميل يلائم خصوصية شكله وطبيعة وبيئة المريض و التي لا شك تختلف من شخص لآخر.
و يكون الطلب الأشهر بين مرضى التجميل أريد أن أجري جراحة تجميل الانف و لكن لا أريد لشكلي أن يتغير.
و أريد أنفاً جميلاً لكنه طبيعي، أريد أنفاً يليق بي.
هذا التغيير في إدراك المريض دفع الجراح للتخلي عن طرق القص و اللزق و اتباعه لخطة من خطوات محفوظة يكررها مع كل مريض.
و تبني فكر جديد وهو تفصيل خطة علاج للمريض بناءاً على تحليل حالته ودارسة صوره القديمة و الصور التي يراها جميلة من وجهة نظره.
والعمل على تعديل خطوات الجراحة بإضافة خطوات جديدة و التخلي عن بعض الخطوات التي كان يراها لازمة لإجراء الجراحة من أجل تحقيق الشكل المثالي للمريض.
و الحق أقول، فإن هذا الأمر ليس جديداً تماماً وإذا كنا لا نزال نرى بعض النتائج التي تعتبر نسخ مكررة من الأنوف على مرضى مختلفين.
و لكن الجديد هو تقبل الأطباء لهذا المفهوم بعد أن كان المرجع الوحيد للطبيب هو مقاييس الوجه دونما أي اعتبار لرغبات المريض .
أصبحت اختيارات المريض أمراً أساسياً يتم توفيقه مع قياسات الوجه التشريحية .
تصوير الانف - تحليل بالكمبيوتر
إذا كنت مثابراً معنا في قراءة المقال فقد انتهينا سابقاً إلى شيوع نظرية التفصيل كمفهوم حديث (نسبياً) في جراحة تجميل الانف .
و كما يقوم مهندس الديكور بعمل تصور لديكور بيتك المستقبلي و يضع تصميماً تخيلياً لشكل المنزل المفترض.
فقد جادت علينا التكنولوجيا بمثيل لهذا الموضوع هو نظام محاكاة الأنف.
و كما ذكرت آنفاً أن التطور ليس في الفكرة فهي قديمة و لكن الأدوات هي من تصنع التحديث فقد أصبح هناك استوديو مخصص بالكامل مكون من عدة كاميرات تحيط بالمريض ٣٦٠ درجة لتأخذ صوراً من زوايا مختلفة متصلة بجهاز كمبيوتر و طابعة ثلاثية الأبعاد.
و يمكن من خلال جهاز الكمبيوتر إجراء التعديلات المقترحة و الاهتمام بكل تفصيله على حده حتى الوصول لشكل افتراضي للأنف و من ثم استخدام الطابعة لطبع نموذج ثلاثي الأبعاد إما للأنف أو لكامل الوجه.
و أصبح ممكناً أن ترى وجهك و أنفك المستقبلي بل و تحس شكله وأن تمسكه بين يديك قبل أن تخضع للجراحة.
لتكون متأكداً تماماً مما ستحصل عليه وتأخذ قرارك وانت متيقن.
و لكن و هنا لا أريد أن أصدم حماسك وأن أراك أصبحت سعيداً بهذا التقدم المزهل الذي سيجعلك تسافر إلى المستقبل لترى أنفك و لم تبرح مقعدك في عيادة الطبيب.
اعود فأقول لكن للاسف هذة التكنولوجيا لن تعطيك الا تصور فقط عن النتيجة .و لن يستطيع أي طبيب امين ان يقطع لك وعدا بتحقيق هذة النتيجة .فليس كل مايتمناة المرئ يدركة خاصة و هو يتعامل مع جسم بشري .له قواعد خاصة في التعامل معة و يرفض أن يكون لينا متوقعا و يستجيب لك كما يستجيب الكمبيوتر باستسلام تام لما تجرية من تعديلات علي الصور.فالانف لة غضاريف تختلف سماكتها و مرونة تعديلها من انف لاخر و لو جلد يختلف سمكة من انسان لاخر .وحتي طبيعة التئام الأنسجة وردة فعل الجسم تختلف من جسم لاخر .و هي اعتبارات لا يمكن الا لخبرة الطبيب أن تحكمها و لا يستطيع جهاز مهما بلغت عبقريتة ان تاخذها في الحسبان.و بذلك يكون الهدف هو تقريب وجهات النظر بين الطبيب و مريضة .و ليس تحديد الشكل النهائي كما كنا نتمني.
اقرأ ايضا: تجربتي مع البلازماج للانف واهم الخطوات لأجراء العملية
الموجات الصوتية لنحت العظام - و منظار الانف
بعد أن وصلنا إلي هذا المستوي المتقدم من التخطيط للجراحة .يكون التالي هو الاستعانة بوسائل دقيقة تمكننا من تحقيق ما تم التخطيط لة .هذة الدقة كانت و لازالت تعتمد علي مهارة الجراح اولا واخيرا .و لكنها أصبحت تسهل علية العمل .مثلها مثل الطيار الآلي في الطائرة الذي يساعد الطيار الماهر للإقلاع و الهبوط بطائرتة بأمان.
و حيث انة قديما كان الجراح يقوم ببرد العظام الزائدة في حالة وجود نتوء عظمي لجسر الأنف. او لتنحيف عرض عظام الانف. العمل الذي يحتاج حرفية و تدريب طويل لتتمكن يدة من إجراء تلك المناورة الدقيقة و صولا لاستواء دقيق يقاس نجاحة بقياس المليمتر. امكن لو ان يرتاح و ينفذ تلك المناورة بجهاز يبرد العظم بموجات فوق صوتية تخلخل خلايا العظم و تفتتها لما يشبة البودر دونما ان تأثر علي اي أنسجة مخاطية او لحمية في الأنف. مما يساعد في تقليل الورم الذي يحدث بعد الجراحة إلي الحد الأدنى ويسهل الوصول الشكل المطلوب.
و اذا كانت الموجات فوق الصوتية و التي يطلق عليها البعض ليزر الأنف بهتانا قد ساعدت يد الجراح فإن المناظير قد جعلت له عينا تراقب هذا التغير و هو يحدث تدريجيا دون الحاجة لفصل جلد الأنف عن هيكلها لمساحات كبيرة من أجل أن يوجد الجراح لنفسة مجالا للرؤية و يتمكن من التعامل مع الهيكل. فهو لا يحتاج الا لمساحة صغيرة تستوعب أنبوب المنظار فيري و يفعل ما يريد و يتأكد من مجري التنفس من الداخل و هو مكان لا يمكن لعينة الا ان تتلمس بدايتة فقط.و بهذا يمكنة التعامل مع مشاكل القرنيات و الحاجز الأنف و صمام التنفس و برد العظام و إزالة النتوءات الغضروفية بدقة متناهية و في نفس الوقت الحفاظ علي الأنسجة في حالتها الاصلية بقدر كبير.
تجميل الانف الغير جراحي
كلمة حق اريد بها الكثير من الباطل .تجميل الأنف بدون جراحة . و ما أجمل أن يتجنب المريض فكرة الخضوع لمشرط الجراح و تورم مابعد الجراحة و الانتظار للوصول إلي نتيجة يتمناها. و ما أجمل أن أدخل العيادة و احصل علي حقنة فيلر او بوتوكس و أرفع المقدمة بخيط .في إجراء لا بتعدي الدقائق العشرة..
المثل الانجليزي يقول
” nothing for nothing and very little for a half penny”
و هو يعني أن القليل ستجنية من القليل .نعم هو تدخل بسيط ما تسمية تجميل الانف بدون جراحة. و لكن المقابل هو تحسن بسيط ان كان هناك تحسن أساسا. فكيف بعد أن تكلمنا عن كل هذا التطور في الادراك و التخطيط وانتهائا بالتنفيذ يمكن تخيل ان تجميل الانف يمكن اختذالة في حقن فيلر لتعئبة الجسر او تحديد المقدمة .او حقنة بوتوكس لتقليل توسع الفتحات .او خيط لرفع المقدمة. انة عبث علمي يداعب خيال مريض يستسهل التدخل. و لكنة لا يمت بصلة إلي تجميل الانف.
وهنا و انا اختم هذا المقال اقول ان جراحة تجميل الأنف هو فن و علم ومهارة . فن الادراك و التخيل و التصور. علم التشريح و الوظيفة و التطور. والتخطيط و مهارة التنفيذ و المتابعة. و ان اردت النجاح في ما تريد لانفك من تجميل فاظفر بذوي التخصص تربت يداك